في أجواءٍ قاتمةٍ سائدة ِ العتمة ،انبعثَ من التلفازِ ضوءٌ صارَ روح المكان ، وعلى الأريكةِ جسدٌ لا يتشابه مع الأريكةِ الا في خيزرانيةِ القوم ،وغضاضةِ الملمس، هي كجزيرةٍ ممتدة على مساحةٍ تستغيث من مطاطيتها ونعومتها وبلوراتٍ مضيئة نصف مخبأة .. فقد تحررت من كل ما يحول بينها وبين أريكتها ،بحثاً عن "الرحرحة "..
تمدُّ يدها لطبقِ الكرز .. ،تتناول واحدةً ..فتقف الكرزة بين الشفتين ِ نصفَ ثانية وهي ممسكة بأصابعها طرف الكرزةِ المنتظرة أن تنفقِع بأسنانها في أي لحظة .. لكن شرودَ خيزرانيةِ القوامِ كان طويلا .. متجهمةٍ أمام التلفاز ..ثم تلته عقدةٌ في الحاجبين دلت على استيائها من شئ ما ...
صوت المذياع اخترق الصمت ، فضغطت باسنانها على الكرزةِ لتفقأ كرويتها .. ثم تبلعها بصعوبة ..
لم تستطِع أن تتحمَّل حديث المذيع ، أمسكت جهازَ التحكُّمِ عن بُعد ،وخفضت صوت التلفاز الى صفر ..
ثم أزاحت طبق الكرز بيدها بعيداً ،وكأن الله استجاب دعوةِ الكرزاتِ بأن لا تؤكل ..
سمعت صوتاً آخراً آتياً من الحمّام ، شعرت أنه استيقظ ،ضوء الحمّامِ شديد دليلٌ على أن بابه مفتوحٌ ولم يُغلق
، ذهبت باتجاه الحمام لترى ماذا يفعل ..؟
انه يحلق ذقنه ، فالصوت كان صوت شفرة الحلاقةِ تحفُّ الذقن التي ثقلت ..
اقتربت منه بعد أن استوسمتهُ بعد الحلاقة .. مدت يدها تتلمس مكان الحلاقةِ الخالي من اللحية ..
وكأنها كانت تفتقد إحساس الذقن المحلوقة ، وكأنها ستؤدي دور ممثلة إعلان شفرات الحلاقة الآن ،وكأنها تريد أن تكافئَه على ذلك الشعور ، أمسكت بشفرةِ الحلاقةِ ..وأكملت حلقَ الباقي من ذقنه وشاربه .. وكأنها تحصد أرضا ً بنهم ، اجتثت كل أوجاع انتظارها له وهو مُطاردٌ بسبب هذه الذقن ، نزعت منه الإحساس بالتدينِ الظاهري فقط ..
نظرت اليه بعينيها .. ثم أمسكت بوجهه بين يديها .. ونظرت لثغره وهو يبتسم ..
أرادت أن تقبّله .. قبلةً تكافئه بها على ما فعل ، اقتربت واقتربت ..
فالتحما معاً .. لتأتي قذيفة صاروخية .. تقصفهما معاً ... وتسقطهما أشلاءً متناثرة
لتتحول الجزيرة التي كانت ممتدة منذ لحظات على الأريكة ِ الى أرخبيل ..والكرزُ الأحمرُ متناثراً حولها
تمدُّ يدها لطبقِ الكرز .. ،تتناول واحدةً ..فتقف الكرزة بين الشفتين ِ نصفَ ثانية وهي ممسكة بأصابعها طرف الكرزةِ المنتظرة أن تنفقِع بأسنانها في أي لحظة .. لكن شرودَ خيزرانيةِ القوامِ كان طويلا .. متجهمةٍ أمام التلفاز ..ثم تلته عقدةٌ في الحاجبين دلت على استيائها من شئ ما ...
صوت المذياع اخترق الصمت ، فضغطت باسنانها على الكرزةِ لتفقأ كرويتها .. ثم تبلعها بصعوبة ..
لم تستطِع أن تتحمَّل حديث المذيع ، أمسكت جهازَ التحكُّمِ عن بُعد ،وخفضت صوت التلفاز الى صفر ..
ثم أزاحت طبق الكرز بيدها بعيداً ،وكأن الله استجاب دعوةِ الكرزاتِ بأن لا تؤكل ..
سمعت صوتاً آخراً آتياً من الحمّام ، شعرت أنه استيقظ ،ضوء الحمّامِ شديد دليلٌ على أن بابه مفتوحٌ ولم يُغلق
، ذهبت باتجاه الحمام لترى ماذا يفعل ..؟
انه يحلق ذقنه ، فالصوت كان صوت شفرة الحلاقةِ تحفُّ الذقن التي ثقلت ..
اقتربت منه بعد أن استوسمتهُ بعد الحلاقة .. مدت يدها تتلمس مكان الحلاقةِ الخالي من اللحية ..
وكأنها كانت تفتقد إحساس الذقن المحلوقة ، وكأنها ستؤدي دور ممثلة إعلان شفرات الحلاقة الآن ،وكأنها تريد أن تكافئَه على ذلك الشعور ، أمسكت بشفرةِ الحلاقةِ ..وأكملت حلقَ الباقي من ذقنه وشاربه .. وكأنها تحصد أرضا ً بنهم ، اجتثت كل أوجاع انتظارها له وهو مُطاردٌ بسبب هذه الذقن ، نزعت منه الإحساس بالتدينِ الظاهري فقط ..
نظرت اليه بعينيها .. ثم أمسكت بوجهه بين يديها .. ونظرت لثغره وهو يبتسم ..
أرادت أن تقبّله .. قبلةً تكافئه بها على ما فعل ، اقتربت واقتربت ..
فالتحما معاً .. لتأتي قذيفة صاروخية .. تقصفهما معاً ... وتسقطهما أشلاءً متناثرة
لتتحول الجزيرة التي كانت ممتدة منذ لحظات على الأريكة ِ الى أرخبيل ..والكرزُ الأحمرُ متناثراً حولها