Translate

الخميس، 26 يونيو 2014

كورونا

في حياةٍ سابقة ...اغتمنت كرم الاحتمالات وحلمت بحياة أخرى فتحققت ،وها انا مرة أخرى أشاهدني في تلك الحياة والعدم يقتات عليّ ،كم كنت لا مباليه !
كم كنت عابثة ، كانت أمسياتي حالمة ،وقهوتي تدفئُ مقعدي ،وصوت مطربتي المفضلة
يتعانق مع بخار الفنجان ،وأنا ..أنا ..
أشد المناديل من علبتها عابثة ،فاذا بي اعطس بالفعل فجأة ..هل نادت المناديل على العُطاس حتى يصيبني لتنتقم مني؟

شعرت أنني آتيةٌ من الزمن الرابع والتسعون قبل الهذيان ،ماهذا الذي أراه أمامي ؟
وكأني مت قبل الآن وشهقتني الحياة من جديد في مخاضٍ طويل ، لفظتني منها فصرت لها ممتنة لكني لا أكف النظر اليّ في ذاك الركن وانا احتسي قهوتي ،فأعطس ..فأهذي ..ثم أترنح ..فأسقط مغشيّا عليّ ..صوّب الموت رصاصته نحوي فسقطت ،لم أدرك أن العطسة قد تقتل بعد أسابيع ،هذا هو عصر السرعه ..حتي العطاس ورائه الكثيرين ليقبض ارواحهم غيري

لا شئ عالقٌ في قلبي سوى بضع كلمات انتشيت بها قبل موتي ،اردت ان اعاد للحياة مجددا لكي لا اسمعها ...هل يمكن اليوم ان اقصها من شريطِ حياتي .. لا ادري هل يسمح لي القدر بهذا ام انني اصبحت في عداد اللحظة المستهلكة ..

ياالله هل تلك الغصة التي اصابتني في حلمي تحققت ؟لم اكن اعلم ان للموت علامات
..


يالغفلتي ..كم هي صغيرة تلك الدنيا ،وكم كنت انا اصغر ..واصغر ..حتى تلاشيت واصبحت هنا الآن عكس ما كنت اراني في مرآتي المخادعة التي كانت تظهرني لنفسي كبيرة ،لا يوجد بي الآن الا بقايا وجه ..

اغتصب الألم العقاقير والمسكنات ،لم أعد اشعر سوى بألم في العمق ووجع على السطح وبينهما مزيج من التأوه والتمتمة 

كنت اريد ان التزم الحياة ..أخبر ذاتي أننا سنشفى ..لكني كنت اشعر بعدها باللاشئ ، ..ثم تآكل ثم تيه وفقد

التضائل بالنسبة لي اصبح اسلوب حياة ونمط اجباري ،تضائلت حتى فنيت وفي بضع ثوانٍ ،الموت الذي ارسل لي كان رحيما ،فقد أخذ روحي في بضع ثوان على يد فيروسة لا تمزح اسمها كورونا

تجاعيد

إنهم يهرِمون ..
يمضي بهم العمر وتمضي بهم السنين .. ليرسم كل يوم يمرُ من اعمارهم خطا على وجوههم ..
أو بصمة على جلدهم ..أو مرضا مزمنا يصاحبهم فيما تبقى لهم من أيام معدودات
هل سأل احدنا نفسهُ يوما .. عندما ينظر في تجاعيد هؤلاء التي تظهر على وجوههم .. كيف يستطيع أن يمحو تجاعيد الأسى ومرارة الايام من قلوبهم؟

صورة

إذا لم نستطِع ان نمحو طلاسم ورموز الزمن من فوق جلودهم .. فنحن نستطيع أن نمحي الأسى والحزن وكل مرارةٍ من اعماق هؤلاء
انظر الى عيني جدتك .. انظر الى يداها .. رقبتها .. 
ثم امعِن النظر في جبين جدك .. 

صورة
صورة
رغم الشيخوخه والزهايمر فإنهم يتذكرون الحنان ..
تحنو يد جدتك عليك حينما تتألم .. وتنساها انت في عز أوجاعها 
يمد جدك يده بالمساعدةِ لك حين تضيق الدنيا بك .. رغم ضعفه وكهالته .. وأنت لا تذكره حينما يشعرُ أنه مُهمش 
إن الضياع الذي يشعر به هؤلاء .. ليس من فراغ ..

صورة


إن ما نمارسه نحوهم من تهميشٍ ليس مقصود ينعكس عليهم .. نرى الصمت من أفواههم ولكن عيناهم تذرف دموعا وقلوبهم تستصرخ ألما ولوعة ..

صورة

نعم قلنا كثيرا عنهم انهم راحلون لا محالة .. كلامهم عتيقُ ولا يعرفون لغة العصر .. استهترنا بمشاعرهم .. وسكبنا جام غضبنا من الماضي فوق رؤوسهم ونعتناهم بالقدماء الذين لا يعرفون سوى البدائية في كل شئ
لا زال هناك وقتُ للإصلاح .. 

صورة

رفقا بهم .. احتووهم واحتضِنوهم ..مروا عليهم في المساءِ وغطوهم في بردِ الشتاء..
شاوروهم فيما يخصكم وستجدون ان حكمة الماضي أعمق من كل ما هو عصري ..
لا تهمشوهم وأشعروهم انهم مازالوا على قيد الحياة بـ اهتمامكم بهم ..
حتى لو أصابهم الصمم .. كلموهم بطريقتكم ..
حتى لو أصابهم الزهايمر .. يكفي ان تحتضنوهم ..

صورة

عودوا إاليهم وقبلوا تجاعيد أيديهم قبل أن يتحولوا إلى رفاتٍ وعظامٍ بالية 
وعندما تخلدون للنومِ ستأتي أرواحهم تؤنبكم .. وتوقظ ضمائركم .. وتحاسبكم
تداركوهم قبل فوات الاوان .. والندم على ما كان

صورة



بقلمي الذي تحرك شجنا في ذكرى وفاة جدتي
رحمكِ الله ياجدتي ورحم جميع أموات المسلمين

خدر

غُصني متعرِّج وهذا ما يميزه ..
فالغصن المستقيم المنزلق الناعم يستخدمونه كعصا لجلد طفل صغير أو كيد سوطٍ يسقط على ظهر أحدهم ..

فليست الاستقامة والمظاهر السطحية دليل على القدسية .. بل انها تستخدم أحياناّ في اسوء الأمور التي لا يتخيلها عقل , فلا يغرنكم استقامة أغصان الشجر 

وحتى النعل الذي تظن أنه يقيك شر الالتصاق بالارض أحياناّ يخذلك .. فعندما تجلس على شفا هضبة ما وتدلي قدماك وترنحها في الهواء تخشى على نعلك السقوط وتحاول ابقائه في وضع التعلق بأصابع قدمك .. حينها يحاول نعلك جاهداً التملص منك فالسقوط سيحرره منك على أي حال 

صورة


حتى النعال ذات الكعب العالِ .. إياك ان تظن أن النساء ترتديها لزيادة أطوالهن .. النساء يجدن استغلال أبسط الاشياء .. حتى الكعوب 
فهن يعلمن ان الكعوب ستقيهن الحصى المتطاير على الارض ..

فأسباب الاشياء قد تكون امامك بديهيه ولكن قد يكون لها عمقاّ انت تجهله .. فلا تحاول ان ترتضى بتلك البديهات السطحية وابحث دائماّ في العمق 

صورة

انك لا تختزل عوالم الاشياء اذا بحثت في اعماقها بل انك تنتج لنفسك عالماّ آخر قد يظنه البعض خيالياّ ولكنه لا يخرج عن الواقع في شئ 

وحتى إن اضطررت لان تغمض عينيك وتغيب عن الواقع وتصاب بالخدَر فإن الخدرفي حد ذاته لذيذ ..
خدِّر كل خلية فيك ..ستحظى حينها بفرصة تحليق بين سحابات الواقع ولكن بمنظورك 
الخاص



بقلم أصابه الخَدَر

رذاذ

بمجرد دخولي لذلك المنزل علمت أني سأغتسل بعرقِ الذكريات ، تلك الأشياء القديمة التي تستوطن سطح هذا المنزل تحكي قصصاً كثيرة .



هولُ قديم كانت جدتي تطحنُ فيه التوابل مع الثوم ،
لوحاتي الأولى في بداياتها وأول مخططات يدي للرسم ،كنت صغيرة وقتها.. نظرت بها طويلاً تلك اللوحات .. وشردت بل أني لم أستطع تحريك ناظريّ عنها ، شعورٌ غريب أن ترى نفسك قديماً وتتذكر كل الحقبة الزمنية التي رسمت فيها هذه الخطوط ، وكم كان الاسلوب بسيطاً .. والحياة سهلة ، ابتسمتُ ابتسامة خفيفة عندما أدركت انها كانت مناسبة بالنسبة لسنّي .

أرجوحة صنعها جدّي لي من الحبال القوية مازالت موجودة ولم تبلى تلك الحبال ، ولكن جدي رحل وهي بقيت ،هذه الحبال تجسد جدّي بالنسبة لي، لم تشتكِ يوما من حمل جسدي الصغير وها انا اجربها اليوم ولم تشتكِ أيضا من حمل جسدي الكبير ، نظرت للسماء وانا أتأرجح .. شيء همس بداخلي أن .. شكرا جدّي تركت لي ذكرى طيبة

أدركت اليوم معنى الاحتفاظ بالماضي ، لا طريقة يمكن ان نوقف بها الساعة غير هذه الطريقة .



حقيبة كبيرة في زاوية غرفة نصف مكتملة البناء على السطح ، اقتربت منها واتجهت اليها بخطواتٍ سريعة طامعة في الغرق في المزيد من الذكريات ،هذا الشال الاحمر على وجه الحقيبة اهداه لي أبي يوم عيد ميلادي الثاني عشر كان وقتها الطقس بارد ، فانا من مواليد الشتاء .. ما زال الشال محافظاُ على رونقه 

صورة

ولزجاجات العطر الفارغة قصةٌ طويلة معي مداها هو ما مضى وما سيأتي من عمري ، باستطاعت انفي التقاط رائحة العطر الذي كان بها ، الزجاجات هنا كثيرة ، لأني كنت اغير العطر كل عام ليعبر عن عامه ، فبمجرد شم رذاذ ذلك العطر المنتشر في الهواء استعيد احداث عامٍ كامل من عمري .. متوالية أمامي بكل تفاصيلها المفرحة والمحزنة .

هذه الزجاجة أحبها كثيرا رائحتها تذكرني باليوم الذي حصلت فيه على المركز الاول على صفيّ ، لم أشعر بالانصاف يوماُ بقدر هذا اليوم ..كنت أشعر باضطهاد شديد في بدايات مراهقتي كان السعوديات يحصلن على المركز الاول فقط وانا اما الثاني او الثالث ، تلك الزجاجة تجسد لي فرحتي بيوم حصلت على المركز الأول لأول مرة 


هكذا يكون تجميد الوقت ، فما حياة الانسان الا زجاجات عطر فارغة احتفظت كل زجاجة فيها بكل الأحاسيس التي اقتحمت كيانه عبر الزمان 

صورة

بوح الثوب البالي

. رأيت الخزانة تمتلئ بالكثير من أحدث الفساتين وأجدد الثياب ,
ما زالت ببريقها ..

وما زالت ورقة المصنع معلقة في رقبة كل ثوب .., 
يوما ما كنت مثلها .. وكنت سعيدا بأن وجدت خزانةَ تحتويني , وكانت فرحتي عارمة عندما أشعرتني تلك الخزانة انها بيتي , لقد قضيت عمرا طويلا بها , وكنت وفياً لصاحبتي كثيرا , فقد ارتدتني في اجمل المناسبات , وكثيرا ما عاصرت مواقف حزن و فرح معها , وكثيرًا من الذكريات التي كنت ابتلعها في ذاكرتي بصمت , بطريقة تتناسب مع طبيعتي كثوب 

ولكن !

وأنا الان أمام تجربة إعادة تصنيع , أو ربما امام تجربة انتقال من شخص لآخر ,والاخر قد يكون شخصا في جمعية خيرية , أو فقير يشحد , كان حلما له ان يرتدي ثوبا مثلي في يوم من الايام ,
لا أعلم حقا أين سيكون مصيري



الا ان الزمن والايام خذلتني وستضحي بي صاحبتي في اول زرٍ سقط مني , وأول مزقٍ أصابني , فلم تكترث لحالي وتُبقي عليّ أو ان تفكر في إصلاحي وارتدائي مجددا وفاءّ لكل ما بيننا من تاريخ , ولكنها لم تفعل
فلقد أخرجتني اليوم من خزانتها وطوتني ووضعتني في صندوقٍ من الكرتون .. استعدادا ً لتضحي بي ,, 

كم أنا حزين !! .. كم أشعر أن وفائي لها .. كان غلطة .



فقد قررت ان أبوح بكل أسراري هنا قبل ان اواجه مصيري بالتمزيق في اعادة تصنيعي, لانه يقال ان ذاكرتي ستتأثر مع اول مقصٍ ينهش نسيجي .. وأول فراق بين غرز الخياطةِ في جسدي 


واعلم ان تمزيقات المقص ..لن ترحمني .. وسيسمع القاصي اصوات مزع اجزائي قبل الداني , وستظهر الفتلات من بين جسدي كاالريشه .. فقد تنسلت وصرخت من ألم التنسيل .. وصرخات فتلاتي .. ستجعلني أحتضر وحينها سأدرك اني في طرقيللفناء 



أعلم أني لم اكن الثوب الأجمل من بين ثياب الخزانة , و لكن لوني الزهري وروعة تصميمي واختيار صاحبتي لي بارتدائي في المناسبات الجميلة ,, كان كل هذا يبقيني على ثقة أنه لن يأتي يوم عليها لترميني .. بحكم اني شاهد على أيام من أحلى ايامها .. ومواقف وذكريات رائعة بالنسبة لها .. كنت أظن انني حين امتص عرقهاسأصبح جزءاً منها .. 


ولكنها لم تبالي بثوب مثلي .. فقد اغرتها الاثواب الجديدة واصبحت تتجاهلني مؤخراً .. كنت أناديها دوما حتى تلبسني .. ولكن سرعان ما أرى يدها اتجهت الي شماعة ثوب آخر فالتقطتها .. وأعتمت الخزانة بغلق بابها .. كنت ادعو في سري بأن تخلعه وتتذكر اني كنت أليق عليها أكثر منه فتقرر ان ترميه هو و تعود لي فترتديني انا .. ولكنها حتى في حالة حدوث ذلك .. كانت تلجأ لثوب ٍ آخر 



كنت ثوبا مبهراً تعلو ياقتي الانيقة الكرانيش المهندمة .. بدرجة من درجات الزهري .. وتتخللها بضع خرزات تشكل وردة .. 


أذكر ان اول من سقط من جسدي هي تلك الخرزات .. كنت حزينا لاجل سقوطها كثيرا .. ولكني قلت لا بأس لن تؤثر بالتأكيد على شكلي فكلي اغرائات .. مازال لدي اكمام طويلة في نهايتها ازرار ملونة .. ولدي حزام يتمركز في منطقتي الوسطى , حزامُ من الساتان المستورد به زخارف مخملية .. ولمعات الساتان براقة .. وتتعاشق معها نعومة المخمل ..

والذي يزيد حزامي جمالا هو اللون الاسود فقد كان ظاهرا جدا في جسدي لان باقي الاجزاء وردية وفاتحة ..فقد كان حزام بارز , وملفت كثيرا ..


كنت ثوبا ثريا .. وكان شعوري أيضا شعوراً ثريا ..فعندما كانت صاحبتي تختارني لأرسم جسدها ..كانت تغار مني بقية الثياب , عندما تراني ابرز جسد صاحبتي وأجسد كل جزء منه بطريقه ناعمة وحالمة ... وكيف لا فقد كانت ترتديني ليراها بي حبيبها ..فكان الزاماَ علي ان اجعلها في أبهى مظهر 

أذكر ذلك الموقف حينما سقطت عينا حبيبها علي كنت خجلاّ اكثر منها .. فلم يترك ذلك الحبيب قطعه مني الا ونظر اليها بشوق ,, لم اكن أدرك ان في العالم مشاعر كهذه .. فقد شعرت بطويات غريبة حينما لمسني حبيبها .. ولأول مرة أشتم رائحة كائنٍ بشري آخر غير حبيبتي .. فقد غمرها وغمرني معها .. وذاب ثلاثتنا معا في دوائر تلك الغمرة 

كل شيء الان سينتهي .. فها هي صاحبتي ستحمل الصندوق الكرتوني الذي يحتويني ..ستنتهي التجارب والذكريات لسبب واحد فقط وهو اني أصبحت ثوبا بالياً, فماتت كل الذكريات ولم يعد لأصدائها قيمة في ذاكرة صاحبتي ..
ما يزال لدي الكثير لأخبركم به ولكن لا محاله فقد اقتربت النهاية ..



وعلى كل حال احمد الله ان مصيري 
سيكون ارحم من ان اعامل معاملة منشفة مطبخ

الجاثوم

بين البررخ والواقع شعرة ..تكاد تنقطع بمجرد ان تنفتح الأعين ،لكن ماذا لو انفتحت الاعين وكل خلية فيك مازالت تحت قيد الأحلام؟..
هناك ممالك أخرى كنت أحياها خارج نطاق الحقيقة كنت اقتات منها لأكمل الواقع بكل منعطفاته ..وبكل انهزاماته
كنت انا المرأة التي لا ساعة في يدها ..ولا عقرب حولها الا العقارب البشرية ..، كنت اقيس حياتي طبقا للاحداث التي تحدث لنساء أخريات ..
،اليوم نجحت في الثانوية العامه يوم تقاعدت خالتي عن وظيفة مدير مدرسة ،واليوم الذي تزوجت فيه اختي كنت اضع المكياج لاول مره ،هكذا هي حياتي ..يقاس فيها الحدث بالحدث ..حتى جاء الجاثوم وابتلع كل الأحداث.

لا ادري هل أصابني الجاثوم لان لدي مخيلة سوداء كدفاتري القديمة ؟
أم انه احتضنني خوفا عليّ من لذة الاستغراق في الحلم ..فلا استطيع بعدها اكمال الواقع؟

انه غبي ..لا يدرك انهما اراه في الاحلام ليس سوى خيالات.. يظن انني السيدة التي لديها كل الوان الطيف في احلامها
رغم اني استيقظ احيانا ولا اذكر الا ذلك اللون الاحمر ..الذي كان يملؤ عيناي حين انام ..
كانت تسألني امي بماذا حلمتِ امس ؟
أخبرها اني حلمت بشئ احمر ظل مستمرا في العرض كالارسال التلفزيوني الذي يلي النهاية 
لكن هذه المره اصابني الجاثوم يا أماه ..

تقلصت يداي وتوقفت عن الحركة ..لانهما عاريتان من الاحتواء
..
وقدماي وساقاي ..تجمدتا تحت جليد الاحلام ..
لم تنفتح الا عيني ..وظل جسدي تحت سيطرة الجاثوم ..
اما انه لا يستطيع مقاومتي ، او انني انا التي قمت بإغرائه ..
حررني ايها الجاثوم قبل ان انتقل للبرزخ ...حررني يارسول الموت ..انا لست امرأة على دين الضلع الاعوج الذي خلقت منه حواء..
لا تعاقبني .. بذنب أخريات ارتكبن الرذائل في الحقيقه فتظلمني انا لأني ارتكبتها في الأحلام..ايها الجاثوم الظالم

حسنا ياجاثومي ..لك ما تريد ..لست عاجزة عنك ..سأفترسك بطريقتي ..
ان كنت قد خدرت يداي وقدماي وكبلتني لتمارس عليّ تعذيبك ..فسأمارس عليك عذابا من نوع آخر
سأسلط عيناي عليك ..فقط عليك ..لم تترك لي شيئا اتحكم به سوى عيناي ..لذا فلتتحمل 

بعد ثلاث ساعات من التجمد ..
قبلها الجاثوم ..ورحل عنها في سلام .


الجاثوم هو مرض يصيب النائمين بالشلل 
تكون الأعين فيه فقط مفتوحة

لوغاريثمات

أحتار فيكِ فمن انتِ ؟
عرفتكِ, أحببتكِ , ويزدادُ شوقي يوما بعد يوم لمعرفتك !!
من انتِ؟

صورة

قال لها وهو على تيقن بأن حقيقتها التي أظهرتها له ماهي الا مجموعةٌ منالأٌكذوبات .. وكل ما أراده منها هي لحظةُ صدق


استمر في حديثه : أريد أن أرتاح , أريد ان أعرف من تلك الفتاة التي اقتحمتكينونتي .. ؟ 
أريد تأكيدا فقط لإحساسي .. لا أرغب في إثبات انكِ كاذبة بقدر ما اريد اثباتمبرراتٍ لكل تصرفاتك !!

صورة

سقطت دمعاتها دفعةً واحدة .., لم تدرك انه أحبها لدرجة أن يشعر بحالها الذي لم تحكي له يوما عنه 


أدركت أنه صادق في كل مشاعره .. زاد هذا الادراك بتلك الكلمات التي اخبرها بها ..
انه متاكد من كذبها وهي تكذب .. , ويعلم جيداً انها كانت تتفنن في صنع الاكاذيب عليه ويسكت ويمررها , ويتابع الصمت , وتتابع هي في نسج الاكذوبات فصنعتنسيجا من الاكاذيب ووضعته على بصره , ورغم ذلك فهي لم تستطع ان تُعميبصيرته المتيقظة 

يحبها جدا وجدا وجدا , وحتى اكذوباتها لم تدفعه لكرهها يوماً
ولكنها لم تتماسك امام تصريحاته تلك . وهوت صريعةً تبكي ألم الاحساس بالذنب .

صورة

شهقت بحرارة ومسحت دموعها وقالت بصوت شبه متقطع :
نعم معك حق , أنا لست انا 
أنا احببتك بكل صدق فعلا ولكن لن اكون لك يوما من الايام 
صنعت كل تلك الاكاذيب لأجل أن ابتعد عنك لكنني فشلت , والكذب بات كوباءِأصابني , وسكوتك شجعني , ورغبتي في البقاء معك جعلتني أعيد الكذبة بطريقه اخرى , والابتعاد عنك يجعلني أخلق كذبة جديدة و من نوعِ آخر , وفي كل الاحوالأحببتك

صورة

وحتى تخرج من قالب البكاء وتلك الحالة الدرامية كسرت بكائها وقالت:
سأُحدثك باللغة التي تفهمها , فأعلم عشقك للأجواء التي يغلب عليها جو الإثارة والبحث عن المفقود , سأحدثك بلغة الحسابات والاحتمالات والاحداثيات والاجواء العملية التي تنتمي انت اليها 

انا لست مجموعة من اللوغاريثمات الصعبة الفهم 
انا معادلةّ فيها الطرف المفقود يساوي سبب رغبتي في الابتعاد عنك
وفيها الطرف المعلوم سبب رغبتي في البقاء معك 
انا مجموعة ٌ من الأرقام الصعبة التي لا تستطيع أن تجمعها او تطرحها او تضربها او تقسمها على شيء
أنا مجموعة من الاحداثيات التي لا تكوّن شكلا مجسما او مسطحاَ


انا كتابُ مقروءُ و مسحور عجز عن قرائته الجميع ولكن تساقطت حروفه امامك

صورة

انا تلك الفتاة التي عشقت في الخفاء رجلا ً لم تعرف احدا بحنانه , ولم تحلم سوى به , ولم تتمنى يوما أن تكون سوى لغيره , ولكن التمني خارج نطاق الواقع دائما , والاحلام دائما ترتبط بالخيال

صورة

انا عالمي الحقيقي صغيرُ جدا , ولا أدرى كيف استطعت وحدك ان تخترق جدار احلامي وتصل الى عالمي الحقيقي
ربما كانت أداتك هي صدق مشاعرك , ولكن اعذرني لم استطع وأدها ولم استطع أيضا قتل حنيني اليك

صورة

خفق قلبه بشدة ولم يهزه شيء من كلامها , فرغم اعترافها بالكذب زادت في نظره

وغير لهجته معها من المحب الى الصديق , ولكنها الظواهر ,
أما عن ما يبطن فهي تعمله جيدا


نظرت اليه في ثقة وقالت 
لا تحاول ان تقنعني ان كلامك معي كصديق هو خارج من قلبك , فأنا أعلم جيدا ماتبطنه لي
ولكني سأدعك تتكلم بهذه الطريقة حتى أرضي ضميري وأستمر في الإحساس بالراحة من بعد مصارحتك

صورة

اقبل واقترب منها ليُقبلها , اقترب ثم اقترب
توقف قليلا امام ثغرها 
وغير اتجاه القُبلة , فطبعها على جبينها 
وغادر

القندس

كثيرةٌ هي الاشياء التي تجعلك تفكر في أن تتغير , بالرغم انك لا تعلم الى اي أتجاه ستتغير .., الى الافضل الى الاسوء !!؟ الاجابه انت لا تعرفها ., وتبقى في النهايه مجرد رغبات .. تحول دون تنفيذها أمور معقده ومتاهات تأخذك بداخلها .. ولا تعلم أين يرشدك الى أين ؟؟.. , ولماذا تود ان تتغير من أجل أرضاء الناس أم ارضاء نفسك ؟ 


أسئلةٌ جميعها ناتجه عن بركان ثار بداخلي فأجبر لساني على الانطلاق .. 
مندفعة أنا أحيانا .. أعلم ذلك ..
ولكن تصرفات الاخرين تجبرني على الخروج من نفسي .., 
إذن فسأثور على نفسي
 !

نعم سأقيم احتفالا كبيراً يحضره كل من يحبني وكل من يكرهني ليشاهدوني وأناادفن تمردي في حفرة الغباء ., فكثيرا ما تمردت بغباء وآن الاوان ان يذهب تمردي بغبائه الي الجحيم , 



لن أتلون لأرضيكم , ولن أقترب سوى من نفسي حتى أحتويها , لا أريد أن ألمح يوما نظرة الاستغراب في أعينكم عما أفعله ... فكل ما أحتاجه هو بناء سد بيني وبينكم حتى لا أضطر للركض في دهاليزكم الأفعوانيه , التي تشبه نواياكم وأساليبكم


أريد أن أكون قُندساً يهندس ويتفنن في بناء الحواجز بين رغباتكم وبيني , مجرد تخيلي انى سأعيش في الماء يشعرني بالانتعاش .. فالماء أحن عليّ من تحجرقلوبكم 
فلن تشعرو بدفئي أو حرارة مشاعري مرة أخرى .. لانني سأخمد براكيني التي كانت تثور دوما لأجلكم وأبدلها بجبالٍ من الجليد .. سأستمتع بالتزلج عليها تماماكالقندس 


عفواً لا تحاولوا الارتطام بسدي أو اختراقه أو البحثِ فيه عن ثغره لتدخلوا منها اليّ , لأنكم لا تدركون أني صنعت سدّي من أشواك قسوتكم ,وسياج جبروتكم , وحطب ٌ شائكٌ من صميم شرّكم ,,إذن فستجرحون عند محاولات اقتحامه لا محاله


سأعيش أسفل سدّي المائي المنيع وأظنني سأكون في راحه , ولكن إياكم والاعتقاد أني اختبئ منكم , أو أخشاكم , بل فقط انا أريد أن أصنع لنفسي زاويتي الخاصه ,التي أباشر فيها اجرائات التغلل في ذاتي , ونسج عباءة أحلامي الورديه بعيداً عن أحقادكم السوداء التي زاد سوادها إسوداداً جراء غليانه في جحيم قلوبكم 


أعلم انكم ستحاولون إحداث الشروخ داخل سدّي , بتذكيري بذكرياتٍ ناعمه , ولكن لن اخفيكم سراً برغم حلاوتها الا انكم قتلتموها بأفعالكم , حتى النسيان لن يقوى على طوي مقتل تلك الذكريات على يدّ كبريائكم وسطوةِ تجبركم 


هيا إذهبوا ولا تقفوا طويلاً أمام سدّي 

قال احدهم في صوتٍ تغلبه الشماته : حمقاءٌ هي اتركوها فهي لا تعلم انها تسجن نفسها .. دعوها فقد تحولت لبرمائيه 

لم تصيبني عباراته بما كان يهدف اليه , ولم تظهر على وجهي ابسط علامات الاستياء , حتى يشعر بأنه لم يبلغ مبتغاه بمضايقتي بكلمته , لأنني ببساطه لم أسمعها بفضل سدّي

عندما يهتز الخصر

نظرت لوجهها في المرآه... مسحت بيدها سواد الكُحل الذي أسالته الدموع التي كانت قد اتخذت من عيناها مسكناً لوقت طويل .. ومن شدة تراكماتها انهمرت فجأة دون سابق انذار ..

ثم خرجت تنهيدةٌ حارقة من بين أضلعها لتُلهب كل شئ باردٍ في الاجواء..
جلست على اريكتها .. امسكت بقطرها الماسي ورمته أرضا ً .. 
ودبابيس شعرها ايضا لم تنجو من القذف على الارض .. 
انسدل شعرها سريعا على وجهها واندمجت الخصلات بالدموع ...
ثم مزقت ما ترتدي .. مع ان وجوده على جسدها الممتلئ لم يكن له معني ..فهو لم يغطي سوى مساحات ضئيلة منه

كانت تتحرك وكل حركة منها بصوت .. 
نعم صوت جلجلةٍ وشخللة .. صوت يشبه صوت الحصان المزين بأجراس الزينة والذي يرقص في الأعراس الريفية والأجواء الفلكلورية .. صوتُ لا تطرب له اذنها وكثيرا ما حاولت أن لا تسمعه ..


نظرت للمرآة مرة اخرى فشعرت انها تنظر لامرأة غابت عنها الضحكة .. ومزقتها التعاسة إرباً .. 
لم تكن تدرك انها بهذه القباحة .. قالت في سرها : ياإلهي اكم أنــا قبيحة !



ثم أمسكت المنديل المبلل واخذت تمسح بقايا حمرة اعتلت شفتاها .. وآثار ظلال ملونة ولامعة اعلى عيناها .. فوجدت هالة سواد حول عينها لا تنمحي مطلقا .. نعم انها بارزة و واضحة جدا الآن فقد أزيلت المساحيق التي كانت تغطيها ... 
هالات سوداء حول العين تفضحها وتعلن لكل من يراها انها ساهرة كل ليلة .. بلا نوم .. 
وكيف تتصالح مع النوم والليل قد مضى معها صفقات لصالحه ..
لن يأتى النوم بدون تصريح من الليل البارد .. القاسي ..
ليلٌ معتم ولكنه لا يغطيها بعتمته .. ولا يغطي ايضا ما بها من ثغرات ..
بل ان اضوائه تجعلها أكثر صخبا واكثر تمرداً ..



مازالت تمسح المساحيق وهي ترقب القمر من الشرفة .. ولكن اذنها التقطت صوت معزوفة منخفضة .. قادمة من الخارج .. 
معزوفة كونتها الطبلة والرق ..
ولكنها لم تطرب لها .. 
هي فقط تريد ان تستمتع لصوت الناي الحزين .. 
الذي تستشعر المواساة لها من صوته .. وتدرك انه صوت الأنين .. الذي لا تستطيع ان تعبر عنه بصرخاتها الدفينة 



ارتدت رداءاً فضفاضا للنوم .. 
ثم وضعت رأسها على وسادتها .. ولكن مازال صوت العزف زف في اذنها يدق ..
وضعت الوسادة على اذنها واغمضت عيناها .. فاسترجعت مشهدا حصل لها هذا اليوم من احد الرجال .. انه لا يعي ما يفعل 

انه مخمور .. يقترب منها يريد ان يلمسها .. 
ولكنها تبتعد بحركة رشيقه .. وتبتعد
ثم يتحول الرجل من المحاولة الى الإصرار ويقبل عليها هاجما .. 
فتبتعد هي الاخرى في سرعة .. وتتوقف عن الاهتزاز ..
يتصدى له مجموعة من الدروع البشرية 
ليقذفها ذلك الرجل بأبشع الألفاظ ... 
فتتجمد الدموع في عيناها وتستمر في الرقص ..
وتستمر في الاهتزاز ..
وتستمر في التجرد من من كل شيء جميل يشعرها انها تنتمي للبشرية 
وتهرب الفضيلة منها .. من رقصة ِ جريئة ..
وتتشبث بها الرذيلة من ليلة تأكل فيها من عرق خصرها الذي اهتز لساعات امام اعين لا ترحم 




تذكرت هذا المشهد المؤلم فذرفت من عينها دمعة .. ودمعة .. 
امتصتها الوسادة .. وتستر عليها الليل .. 
وغمرتها جزيرة القطن .. 
وانهالت عليها الكوابيس .. 
افاقت من نومها فجأة لتجد نور النهار قد اضاء المكان ...
للأول مرة ترى النهار .. فهو دائما وقت نومها
فهل ستنجح في عمل صفقة رابحة لصالحها مع النهار؟؟




أمسكت بعقدها اللؤلؤي بيدها .. والذي انعكست في حباته أضواء النهار 
ثم حملقت في ضوء الشمس كثيرا فلطالما اشتاقت اليه ... شعرت بالدفء .. وشردت في الافق الذي تطل عليه من نافذتها .. ثم شردت وشردت وأصابعها تلعب بحبات اللؤلؤ .. حتى شدته .. ففرطت حباته أرضاً...


توترت من تناثر حبات اللؤلؤ على الارض .. 
واخذت تجمعها حبةً حبه ..
واثناء جمها لحبات اللؤلؤ .. تذكرت .. أيام جمع القطن من نوراته ..
تذكرت يداها التي كانت تجرح من سيقان النباتات وهي تجمع القطن .. وأصوات المزارعين ..والرحاله من الاطفال اللذين يتركون مدارسهم للعمل في الحقول .. وقد كانت هي واحدةً منهم


انهت جمع الحبات بسرعه فهي لا تريد تذكر الماضي بـ آلامه .. وأوجاعه 
نظرت الي يديها التي اصبحت ناعمه كالحرير .. بعد ان كانت جافه وتعلوها القشور في الماضي ..
فهي الآن سيدة ٌ ذات رونق .. وهي الآن تضاهي الأميرات في جمالهن الخارجي .. لا أحد يستطيع ان ينكر ذلك 
ولكنها دفعت مقابل ذلك الكثير والثمين من الاشياء 
دفعت مقابل ذلك كرامتها وكيانها 


عندما شعرت بالمهانه بينها وبين نفسها .. تقبلت الماضي بكل آلامه .. 
وتمنت أن يعود الماضي حتى تختزل منه ذلك اليوم الذي .. هربت فيه الي المدينه .. واعتصرتها راحيةُ المظاهر وومض بريق الظهور في عينها .. مع أنها لم تكن تطلب سوى لقمة ً مغمسة ً بالدهن


لكنها أُخُذت من نفسها .. ودارت في أعاصير عالم أسود .. 
استسهلت عملها في البدايه وظنت انه عمل سهل ومن خلفه الكثير من المال .. وما أكثر الافواه التى تنتظر اشباعا ً
ظنت انها ستكون هي العصفوره المضحيه التي ستسد جوع الصيصان الصغار من اخواتها اللاتي تركتهن لها أمها ..
اعتقدت انها بهذا العمل ستخطو خطوات سريعه نحو حياة افضل لاخواتها ..
القت نفسها في هاوية من اجل غدٍ افضل

ولكن هيهات ..

كل هذه الاحداث اعتصرت قلبها وهى تفكر بها .. 
وعندما وجدت انها لم تصل الي شيء مما كانت تحلم .. خفضت رأسها الى الارض .. واخذت نفسا عميقاً
تذكرت فيه ان اخواتها اللاتي ضحت من اجلهن استعذبن هن الاخريات سهولة المال الاتيه من هز الخصر ..
نعم فاختهن القدوه تهز خصرها واذا كان رب البيت بالدفِ ضاربُ فشيمةُ اهل البيت الرقصُ
وتذكرت انها لم تحصل في النهايه على شيء
وتذكرت انها لم تنفعهن يوما بل اطاحت بكل احلامهن 
ونزعت نظرة العفه من اعين الناس لهن ..


وكان مصيرهن جميعا واياها بئس المصير



أصابها وجعُ في القلب ثم اغمضت عيناها ونظرت للسماء وقالت 


يـــارب
اغفرلي

وهن وذبول

إنزويتُ في السقف ,لم يكن هناك من يلتفت لي , كنت أعمل في صمت , وأراقب ذاك الرجل 


لم أكن أتعجب عندما كنت أراه منحنياً على ورقة وقلم يومياً , 
وراهنت أنه سيأتى يوم عليه ويجف قلمه 


إقتربت ذات مرة من تلك الأوراق المتكدسةِ هناك , علّني أستطيع أن أفهم ما يكتبه الرجل
ورغم أني وطئت الأوراق بأرجلي الا انها لم تتبعثر , فكيف لأوراق أن تتبعثر تعلوها أرجل كأرجلي .فهي ..أرجلٌ واهنه مثل صاحبها 

حاولت مجدداً الإطاحه بورقة منها , أو طامعاً أن تأتي نسمة هواء تساعدني وتقذف إلىّ بورقه من تلك الأوراق الثقيلة , ولكن لا جدوى 


نظرت إلى جبل الاوراق هذا وقد قتلني الفضول ,
هروت مسرعاً حين سمعت صوت أقدام يقترب من باب الغرفة ,و التصقت بزاويتي
فرأيت الرجل وقد أتى وسعل سعلات متقطعة بها رجفة , وانحنى على أوراقه وأمسك بالقلم وبدأ يكتب , ..


كنت لا استطيع أن أُبعد عنه ناظراي رغم أن الذبول أصابه وليس به أى نوع من الجاذبيه , ولكن ما سيقتلني هو أن أعرف ما سر هذا الذبول , وبالتأكيد تلك الاوراق تحمل سره 
باغتني الرجل وقام من مقعده بخطوات مترنحة وفتح الباب وخرج 
ياإلهي انها الفرصه , لقد ترك ورقةً على المكتب ...


لم أفكر .. أقبلت عليها مسرعا قبل مجيئه , .. وقفت عليها بادئأ بسطر كتبه للتو ولم يجف حبره ,,


اتسعت عياني من هول ما قرأت ..


العنوان : وصية ُ لورثتي 
لعنكبوتي زاوية في الغرفة اتركوها له , لن أسامح من يهدم منزله الضعيف

ودعوا عنكبوتي ينسج خيوط تابوتي




ياللهول .. 




إنه يعرف كل شئ عني وأوصى بميراث لي مثل ورثته
..