كنت أسير في الطريق وكعادتي أتخذ الرصيف مساراً لي ، ليستوقفني ذلك الفستان الذي لم أستطِع أن أمر أمامه مرور الكرام، بينه وبيني زجاج " الفاترينه "
ورغم ذلك شعرت انه ينادي جسدي أن يرتديه ، شعرت انه لي وخصوصا بعد أن احببت ذلك الانسدال العاطفي والانسيابية الشاعرية فيه .
دخلت المحل فوجدت امرأة تسألني وفمها يكاد يغيّر مكانه من شدة " الإعوجاج " في نطق الكلمات ..وقد فرطت في زينتها ومساحيق التجميل التي لم تترك مكاناً على وجهها الا واحتلته .. قالت لي " ما مقاسك ياوزموزيل ؟ "
هنا ارتبكت كثيراًلأني الآن متورطة في شرائه دون أن أعلم هل ثمنه بحوزتي أم لا ؟!
قلت في ثقة مصطنعة : أريد أن أقيسه
ردت المرأة المبالغ فيها : حسناً لكِ هذا .. تفضلي في " البروفه "
أخذت الفستان وقمت بارتدائه ..
اممممم .. هكذا توقعت تماماً هذا هو سر انجذابي اليه
" فتحة صدرة المربعة الشكل " التي تُظهر عنقي بوضوح .. دائما كانت تقول لي أمي أن الفتحات المربعة تليق عليّ
أنا حقاً شجاعة لأنني أنتقي فستاناً مثل هذا ، تتسائلون لماذا أنعت نفسي بالشجاعه ؟ ببساطة لأني أريد ارتداء فستانٍ كهذا في عالم الذقون التي انتشرت بسبب وبدون سبب .
انه فستانٌ من العصر الكلاسيكي .. كيف له أن يندمج مع كل هذا الكم من القُبح الذي بات واضحاُ في ظاهر الناس وباطنها ؟
.. اصبح القُبح يضاجع الناس حتى في أخلاقهم فيُنجب منهم أسوء البِدع المُختلقَة حتى أصبحنا نستمع الى ما يسمى " بالمهرجانات " التي أتوقع لو سمعها هذا الفستان لتمزّق دون أن يمسّه أحد .. لن يتقبل هذا الفستان ان أسير به في ظل هذا الذوق المتدنيّ المسيطر على كل شئ.
فستان كهذا يصنع مني " سعاد حسني " في زمانها بمجرد خروجي به من هنا سيعتبرني الناس "خارجة عن القانون " بل قد يقيمون عليّ الحدّ أيضاً .. حتى العُقلاء منهم سيعتقدون اني خرجت من عالم " الفانتازيا "
أن اخرج وأسير في الطرقات بفستانٍ كهذا تماماً كما ترتدي " طربوشاً " وتسير به في طريق على يساره جلابيب وذقون وعلى يمينه مَن جذبت الجاذبية الأرضية
" بناطيلهم " فكادت تسقط .
إنه عصرُ مشوّه كمن يعيش فيه لا تستطيع تحديد معالمه ، لا ينتمي للوسط بأي شكل من الأشكال فلا هو العصر المتطوّر الذي يريده أصحاب اليمين ولا هو العصر الملتزم الذي يريده اصحاب اليسار .
قمت بهزّ رأسي لأهرب من لحظات الشرود التي اقتاتت عليّ أثناء قياس
"الفستان الحلم " فلا داعي أن أفكر كل هذا التفكير عند شرائي لفستان ، انني بهذه الطريقة أُفسد متعة التسوّق على نفسي.
نظرت في مرآة " البروفة " فوجدت الفستان قد جسّد خصري راودتني الأفكار حول نظرات الناس لي بعد خروجي به فتخيلت المتشددون يتحدثون قائلين :فاجرة الا تتقين الله .. أنتِ شبه عارية .. ملعونة أيتها الكاسية العارية .. أمثالكِ ستأكل النار جسده في الآخره .
وتأكلني بعد ذلك أعين الغير متشددين قائلين : هذا الفستان يذكرنا بأيام الزمن الجميل ولكنه لا يناسب العصر وتطوّره التكنولوجي ّ الذى اصصبحنا فيه كوني عملية وارتدي شيئاً يناسب عصرك وايقاعه السريع ...
وفي النهاية لا أحد يرضى عنك الا اذا انتميت له ولأفكاره.. فلا أحد يدرك أنني أود أن أُشبع بهذا الفستان رغبتي الفنية بأن اكون لوحة جميلة متحركة تستعذبها الأعين وتستقطب كل شئ جميل اليها ..
لاأحد يرغبُ في التجدد والحياد عن مساره لمساراتٍ أكثر عمقاً تاركين السطحية ورائنا .. وكلٌ يبرر رأيه بما هو ثابت من مفاهيم لينسب الثبات لرأيه هو الآخر
فالتحدث بالدين أصبح الأكثر شيوعاً للحصول تذكرة المرور من أي شئ
أدركت ان كل شئٍ جميل لابد أن تكون في نهايته كارثة ، وحتى أدرك تلك الحالة من الجمال أو احققها يلزمني عمر من البشاعة لبلوغها .. يلزمني عمر ن الصراع مع هؤلاء وأولائك من ذوي العقول المغلقة ..
أفقت على صوت " اعوجاج "
اممم يبدو انني قد اطلقت عليها في عقلي اسم "الانسة اعوجاج "
_ ها ياموزمازيل هل هو مناسب ؟
نظرت اليها في شرود كالذي كنت فيه منذ قليل .. ولكنه لم يستمر لثواني
فتحت حقيبتي وبحثت فيها عن حافظة النقود وفتحتها لاجيب الانسة " اعوجاج " اجابة لم تتوقعها مني ..
ورغم ذلك شعرت انه ينادي جسدي أن يرتديه ، شعرت انه لي وخصوصا بعد أن احببت ذلك الانسدال العاطفي والانسيابية الشاعرية فيه .
دخلت المحل فوجدت امرأة تسألني وفمها يكاد يغيّر مكانه من شدة " الإعوجاج " في نطق الكلمات ..وقد فرطت في زينتها ومساحيق التجميل التي لم تترك مكاناً على وجهها الا واحتلته .. قالت لي " ما مقاسك ياوزموزيل ؟ "
هنا ارتبكت كثيراًلأني الآن متورطة في شرائه دون أن أعلم هل ثمنه بحوزتي أم لا ؟!
قلت في ثقة مصطنعة : أريد أن أقيسه
ردت المرأة المبالغ فيها : حسناً لكِ هذا .. تفضلي في " البروفه "
أخذت الفستان وقمت بارتدائه ..
اممممم .. هكذا توقعت تماماً هذا هو سر انجذابي اليه
" فتحة صدرة المربعة الشكل " التي تُظهر عنقي بوضوح .. دائما كانت تقول لي أمي أن الفتحات المربعة تليق عليّ
أنا حقاً شجاعة لأنني أنتقي فستاناً مثل هذا ، تتسائلون لماذا أنعت نفسي بالشجاعه ؟ ببساطة لأني أريد ارتداء فستانٍ كهذا في عالم الذقون التي انتشرت بسبب وبدون سبب .
انه فستانٌ من العصر الكلاسيكي .. كيف له أن يندمج مع كل هذا الكم من القُبح الذي بات واضحاُ في ظاهر الناس وباطنها ؟
.. اصبح القُبح يضاجع الناس حتى في أخلاقهم فيُنجب منهم أسوء البِدع المُختلقَة حتى أصبحنا نستمع الى ما يسمى " بالمهرجانات " التي أتوقع لو سمعها هذا الفستان لتمزّق دون أن يمسّه أحد .. لن يتقبل هذا الفستان ان أسير به في ظل هذا الذوق المتدنيّ المسيطر على كل شئ.
فستان كهذا يصنع مني " سعاد حسني " في زمانها بمجرد خروجي به من هنا سيعتبرني الناس "خارجة عن القانون " بل قد يقيمون عليّ الحدّ أيضاً .. حتى العُقلاء منهم سيعتقدون اني خرجت من عالم " الفانتازيا "
أن اخرج وأسير في الطرقات بفستانٍ كهذا تماماً كما ترتدي " طربوشاً " وتسير به في طريق على يساره جلابيب وذقون وعلى يمينه مَن جذبت الجاذبية الأرضية
" بناطيلهم " فكادت تسقط .
إنه عصرُ مشوّه كمن يعيش فيه لا تستطيع تحديد معالمه ، لا ينتمي للوسط بأي شكل من الأشكال فلا هو العصر المتطوّر الذي يريده أصحاب اليمين ولا هو العصر الملتزم الذي يريده اصحاب اليسار .
قمت بهزّ رأسي لأهرب من لحظات الشرود التي اقتاتت عليّ أثناء قياس
"الفستان الحلم " فلا داعي أن أفكر كل هذا التفكير عند شرائي لفستان ، انني بهذه الطريقة أُفسد متعة التسوّق على نفسي.
نظرت في مرآة " البروفة " فوجدت الفستان قد جسّد خصري راودتني الأفكار حول نظرات الناس لي بعد خروجي به فتخيلت المتشددون يتحدثون قائلين :فاجرة الا تتقين الله .. أنتِ شبه عارية .. ملعونة أيتها الكاسية العارية .. أمثالكِ ستأكل النار جسده في الآخره .
وتأكلني بعد ذلك أعين الغير متشددين قائلين : هذا الفستان يذكرنا بأيام الزمن الجميل ولكنه لا يناسب العصر وتطوّره التكنولوجي ّ الذى اصصبحنا فيه كوني عملية وارتدي شيئاً يناسب عصرك وايقاعه السريع ...
وفي النهاية لا أحد يرضى عنك الا اذا انتميت له ولأفكاره.. فلا أحد يدرك أنني أود أن أُشبع بهذا الفستان رغبتي الفنية بأن اكون لوحة جميلة متحركة تستعذبها الأعين وتستقطب كل شئ جميل اليها ..
لاأحد يرغبُ في التجدد والحياد عن مساره لمساراتٍ أكثر عمقاً تاركين السطحية ورائنا .. وكلٌ يبرر رأيه بما هو ثابت من مفاهيم لينسب الثبات لرأيه هو الآخر
فالتحدث بالدين أصبح الأكثر شيوعاً للحصول تذكرة المرور من أي شئ
أدركت ان كل شئٍ جميل لابد أن تكون في نهايته كارثة ، وحتى أدرك تلك الحالة من الجمال أو احققها يلزمني عمر من البشاعة لبلوغها .. يلزمني عمر ن الصراع مع هؤلاء وأولائك من ذوي العقول المغلقة ..
أفقت على صوت " اعوجاج "
اممم يبدو انني قد اطلقت عليها في عقلي اسم "الانسة اعوجاج "
_ ها ياموزمازيل هل هو مناسب ؟
نظرت اليها في شرود كالذي كنت فيه منذ قليل .. ولكنه لم يستمر لثواني
فتحت حقيبتي وبحثت فيها عن حافظة النقود وفتحتها لاجيب الانسة " اعوجاج " اجابة لم تتوقعها مني ..
أخشى أن اكون أنا الاخرى " إعوجاج
بقلم معوّج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق